طلبة ماجستير اللغة العربية بجامعة فيلادلفيا ينتدون حول جهود العرب في الصناعة المعجمية
نظم قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة فيلادلفيا ندوة علمية متخصصة حول (جهود العرب في الصناعة المعجمية) بالتعاون مع عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، أشرف عليها د. محمد عبيد الله عميد كلية الآداب والفنون ،أستاذ مادة المعجميات والمصطلح، وشارك فيها ثمانية عشر طالبا وطالبة من طلبة برنامج الماجستير في اللغة العربية وآدابها. وهدفت الندوة إلى مراجعة جهود العرب قديما وحديثا في الصناعة المعجمية وتوجيه عناية الباحثين والطلبة إليها، بوصفها في مقدمة الجهود التي حمت اللغة العربية وحصنتها في مواجهة عوامل الضعف والاندثار. ذلك أن المعاجم شكل رفيع من أشكال صيانة اللغة وخدمتها وتعليمها وتعلمها. كما هدفت الندوة إلى توفير فرصة للباحثين والطلبة للتفاعل العلمي والتدرب على البحث وعلى الأداء الشفوي لتطوير قدراتهم وخبراتهم، والتمكن من اللغة العلمية في مستواها الشفاهي بطلاقة واقتدار.
وقدم المشاركون أوراقهم في ثلاث جلسات علمية، تناولت الجلسة الأولى أهم معاجم الألفاظ بوصفها علامات بارزة في تاريخ المعجمية العربية، وقدمن فيها ست أوراق علمية لكل من: سائد حربي العلاوين الذي تحدث عن (ثنائية الجمع والوضع في معجم (تهذيب اللغة) للأزهري، وأحمد الخجا الذي تناول معجم (تاج اللغة وصحاح العربية) للجوهري: دراسة تحليلية وصفية، وعبد الرؤوف الحلاق الذي خصص مداخلته حول (معجم (مقاييس اللغة) لابن فارس: دراسة تحليلية)، وقدمت فاطمة حلمي محمود مداخلتها حول (معجم (شمس العلوم) لنشوان الحميري: دراسة في المادة والمنهج)، أما إلهام الصيّاح فقدمت دراسة معجمية حول معجم (لسان العرب) لابن منظور، واختتمت الجلسة الأولى بمداخلة هدى الفوالجة حول (القاموس المحيط) للفيروزابادي: دراسة وصفية تحليلية.
وأما الجلسة العلمية الثانية فتناولت عددا من الروافد المعجمية في مجال مصنفات الغريب والمصطلح ومعاجم المعاني، لتأكيد حضور هذه الروافد في تجربتنا المعجمية، إلى جانب معاجم الألفاظ المعروفة. وتناول عبد الرحمن الأغا( البنية المعجمية في معاجم غريب القرآن الكريم: مفردات الراغب أنموذجا)، كما تناولت نجلاء خوالدة موضوع (الصّناعة المُعجميّة في ضوء (غريب الحديث) لابن قتيبة، وخصص علاء مظفّر مداخلته لموضوع (الأبعاد البلاغية وقضية الحقيقة والمجاز في (أساس البلاغة) للزمخشري)، وتحدثت معالي الطرمان عن (معاجم المعاني في العربية: المخصّص لابن سيده أنموذجا)، وتركزت مداخلة شذى كبور على (معاجم المصطلحات التراثية: (مقاليد العلوم) للسيوطي أنموذجا)، واختتمت الجلسة بمداخلة هند وهيب عبد الله عن معجم(المصباح المنير) للفيومي.
وانتقلت الجلسة العلمية الثالثة إلى المعجمية العربية الحديثة، وتناول المتحدثون بعض معالمها المعجمية، فعرضت وصال محمد لموضوع (معايير المعجمية الحديثة في قاموس (محيط المحيط) لبطرس البستاني)، وتناول عبد الخالق الزعبي قضية (الوحدات المركّبة في (المعجم الوسيط): دراسة معجمية دلالية)، وكذلك فعل معن الصالح بتناوله موضوع (الأبعاد العصرية في (المعجم الوسيط)، أما محمد سارجان أوزترك فاختار قضية (المعاجم الحديثة أهدافها ومناهجها: (معجم اللغة العربية المعاصرة) أنموذجا، وتناولت ماريا إسماعيل: (المعجم العربي الأساسي): دراسة وصفية تحليلية، واختتمت الجلسة بورقة طاهر صبح الموسومة بــ ( إشكالية المصطلح النقدي في المعاجم الحديثة المتخصّصة).
وفي نهاية الجلسة شكر د.محمد عبيد الله الباحثين الشباب على جهودهم وإجادتهم، ونصحهم بمطالعة المعاجم العربية والتوسع في دراستها وتحليلها، إلى جانب تكوين خبرة جيدة قد تمكن بعضهم من الدخول في مضمار صناعة المعاجم التي تحتاجها اللغة العربية المعاصرة، وأكد د. عبيد الله أن المعجمية والمصطلح من الفروع الأساسية في اللغة والأدب والنقد، وأن التقدم فيها يسهم في تكوين الباحث المعاصر تكوينا متينا ينعكس على أدائه وعلى خدمته المأمولة للغة العربية، بوصفها لغة الدين والهوية، لغة الماضي والحاضر والمستقبل.
حضر الندوة عدد من المهتمين والطلبة، كما حضرتها د.نداء مشعل رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها، وقد شكرت الطلبة والباحثين على أدائهم المتميز، وعلى قدرتهم البحثة والتعبيرية في تقديم بحوث متخصصة في معاجم كبرى من مثل المعاجم المهمة التي تناولوها، وأشارت إلى ما تتميز به جامعة فيلادلفيا من تركيز على الطالب الجامعي، وما يتميز به برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها من ناحية الحرص على تطوير قدرات الطلبة وتنمية أدائهم بكل السبل الممكنة، ومنها تنظيم الندوات العلمية الجادة التي تؤهلهم وتساعدهم في تكوين خبرات نوعية ومهمة للباحث نفسه ولسوق العمل والبيئة العلمية والعملية التي ينتمي إليها.